
في لحظة لم تكن تتوقعها، وجدت أوشا فانس نفسها فجأة في قلب دائرة الضوء، بعد أن كانت امرأة عادية تعيش حياة هادئة، تمارس عملها كمحامية وتربي أطفالها الثلاثة بعيدًا عن ضجيج السياسة والشهرة.
لكن تلك الليلة التي غيّرت مصيرها، حوّلتها إلى واحدة من أكثر الشخصيات النسائية لفتًا للأنظار في أمريكا، بعد اختيار زوجها جيه دي فانس نائبًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتصبح السيدة الثانية في أمريكا، فكيف تعاملت مع هذا التحول المفاجئ؟ وكيف تقبلها عالم حركة “اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” رغم خلفيتها المختلفة تمامًا؟
في مقابلة نادرة مع صحيفة “فري برس”، الاثنين 7 أبريل 2025، تحدثت أوشا فانس بكل صراحة عن حياتها، وزوجها، والتحول الجذري الذي طرأ على يومياتها بعد اختيار زوجها نائبًا للرئيس، مشيرة إلى أن حركة “اجعل أمريكا عظيمة مجددًا” احتضنتها بالكامل، رغم أنها لم تكن تشبه الصورة النمطية المنتشرة داخلها.
وقالت: “في اليوم السابق لاختيار جيه دي، لم أكن أعلم أنه سيتم اختياره، كنت أعمل محامية، وخزانتي تعكس شخصية أم لثلاثة أطفال تحب الهواء الطلق، وتملك كلبًا، ولا تهتم بالمظاهر الفاخرة، ثم فجأة انقلبت الأمور، لم تكن مجرد خزانة ملابس جديدة، بل منسق أزياء، وكل شيء تغيّر”
أوشا فانس لفتت الأنظار للمرة الأولى خلال مشاركتها في المؤتمر الوطني الجمهوري في يوليو، حيث ارتدت فستانًا أزرق من تصميم “بادجلي ميشكا”، بمظهر بسيط ومكياج خفيف، ولكن اللافت، وفق ما ذكرته مجلة WWD، أن أوشا لم تتشاور مع أي مصمم أزياء، وأن الفستان الذي ارتدته بسعر 495 دولارًا، “ربما اشترته بنفسها من أحد المتاجر”، بحسب متحدث باسم المصممين.
وعندما سألتها الصحيفة عن شعورها كامرأة أمريكية من أصول هندية في بيئة طغت عليها سمات “الشقراوات، والبوتوكس، وعمليات شد الوجه، والبلوزات المكشوفة، والأحذية ذات الكعب العالي”، ضحكت وقالت مازحة: “أضحك لأنه سيكون من الصعب عليّ حقًا أن أكون شقراء، سيبدو هذا اللون سخيفًا تمامًا”.
وأضافت أنها وجدت تقبلًا إيجابيًا في هذا العالم رغم اختلافها، قائلة:”لست من عائلة ثرية، ولا أمتلك خلفية في الموضة، ولكن الناس لم يهتموا كثيرًا بمظهري”.
قبل انتقالها إلى عالم الأضواء، كانت أوشا فانس محامية مرموقة، ووفق “فوكس نيوز” الأمريكية، فقد عملت ككاتبة قانونية لكل من رئيس المحكمة العليا، جون روبرتس، والقاضي، بريت كافانو، قبل انضمامه للمحكمة.
ولكن حياة أوشا الآن باتت تحت المجهر، لا سيما في ظل التحديات التي تواجه عائلتها نتيجة الانتقادات الموجهة لزوجها، والتي كان أبرزها الحادثة التي وقعت في مركز كينيدي للفنون بواشنطن.
في 13 مارس الماضي، قرر نائب الرئيس جيه. دي. فانس وزوجته قضاء ليلة هادئة في مركز كينيدي بواشنطن، لكن الأمسية انقلبت بفعل احتجاج بعض الحضور، وقالت أوشا: “لا أعتقد أننا توقعنا أن يلاحظ أحد ذلك حقًا”، ولكن الحضور التقطوا المشهد ونشروه على وسائل التواصل، فانتشر سريعًا في الإعلام.
وأضافت: “استمر الأمر حوالي 20 أو 30 ثانية، حيث أطلق بعض الحضور صيحات استهجان وأخروا بدء الحفل، تمامًا في اللحظة التي كان فيها قائد الأوركسترا على وشك الخروج، كان هناك عدد قليل من الأشخاص الآخرين يصفقون، ولوّح لهم جيه. دي، ثم استمتعنا بالعرض الذي أتينا من أجله”.
وبين السياسة والمجتمع، وبين حياتها الشخصية كأم وزوجة، تبدو أوشا فانس امرأة تتعامل بهدوء وثقة مع مرحلة جديدة ومفصلية في حياتها، إذ تعيش تحت الأضواء، ولكن دون أن تفقد بساطتها أو ملامحها الحقيقية.